الوعود





       الوعود لا تبني أملاً

        بل قصوراً من ورقْ

تقذفها الأيادي بعيداً

فتضيعُ في الأفقْ

الحياةُ حوريةُ بحرٍ

الغبي فيها من وَثقْ

فهي كالقطارِ يغوصُ

من نفقٍ إلى نفقْ

الحياةُ كالنو كثرةً

فهل يُنقذُ النُّو إن غرقْ ؟

الحرُّ صار عبداً

يُكذَّبُ فيها من صدقْ

و الفقيرُ صارَ صخراً

و الكريمُ من سرقْ

ليلها طويلٌ

حين يخطُفُهُ الأرقْ

وهمُّها كئيبٌ

يَشتكي للغَسقْ

شوقٌ حبيسٌ

ينتظرُ الفلقْ

و هجرٌ بعيدٌ

يبتغي يومَ الوسَقْ

موائدٌ تطولُ عرضاً

من كل طِيبٍ طَبقْ

و الجياعُ تموتُ أرضاً

و عِظامُها لَصقْ

لا تسمعُ سِوَى كَذباً

قليلٌ بالصّدقِ مَنْ نَطقْ

و ظُلمٌ يجرّ البلاَ

يتجبَّرُ بهِ مَْن فَسَقْ

بأصلٍ يتكبَّرُ

أصلٌ جاء مِنْ عَلَقْ

هي طينةُ الخَلْقِ

منها كلٌّ قدْ خَلَقْ

فالحَياةُ فريسةُ الموتِ

ما نجا منهُ مَنْ سَبَقْ

فوجٌ يودِّعُ الزَّمانَ

و فوجٌ بهِ لَحَقْ

إن تعرَّتْ مَكامنُهَا

خَرّت جِبالٌ مِنْ صَعَقْ

و شابَ شعرُ رضيعٍ

مِنْ رَحِمٍ نَطَقْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة المدونات الإلكترونية