أنا و أنتِ



أنا و أنتِ بلا مكانٍ

و لا سماءٍ و لا زمانْ

متمرِّدَيْنِ

ذَائبَيْنِ فِي أمواجِ البَحْرْ

متناثِرَيْنِ على أكفِّ الزَّهرْ

أسرابُ طيورٍ تَهوَى السّهرْ

من نقطةِ الوجودِ انطلقتْ

تسبحُ في الفراغْ

صيفاً و شتاءْ

ترقصُ تحتَ المطرْ

أنا و أنتِ بلا عنوانْ

قصّةُ حبٍّ طويلَة

شاختْ فيها السّطورْ

و تعاقبتْ عليها الشّهورْ

كالوتَرْ

أجدكِ علَى سقفِ حُجرتِي

فأبتسمْ

أرسمكِ فِي مُخيّلتِي لأنامْ

و حينَ أراكِ

تنسَى رُوحي

أن تقرأَ عليكِ السَّلامْ

نجمةُ ضوءٍ في سواد الّليلِ

أنتِ

و وسط زحمةِ الحياةْ

ارتقيتِ قممَ الجبالْ

وحدكِ تتأملين

في أبيَاتِي وأنَا أقذِفُهَا إليكِ

لتصلَ بسلامْ

ثم أُعِيدُهَا

لأنقشَ عَليها بعضَ الكلامْ

أُبحرُ إليكِ على قَاربيَ الوحيدْ

أرى ظلّكِ ينسلُّ مع خُيوط الشَّمسِ

فأتبعُهُ

و ما بين خطوةٍ و خطوه

شوقي يزيدْ

و أعيدُ ذِكريَاتِي إلَى أَضلُعِي

أضمُّها ضَمّاً

فَترانِي الطيورُ... أَبكِي

وعدتُكِ بكلِّ شيءٍ

و أغلى ما وعدتكِ

قلبي

وهبتُه لكِ مِنَ الجذورْ

ولن أشتكِ

على مائدةٍ واحدةٍ جلسنَا

برفقة أحلامِنا نَتحاورْ

و بأفكارِنا دونَ الحروفِ

نتزاورْ

كالفراشةِ تطيرُ إليكِ... تحدّثُكِ

ثم تعودُ و قدْ حَمَلتْ إليَّ

أطيافَ عَيْنيْكِ

أراكِ في كوبِ القهوةِ

تتأمِلينني تخترقِينني

دون نوافذَ و لا أبوابَ

و لا أجراسَ تَدقّينَها

وأنت تلمسينَ يديَّ

بمقلةِ عَينيْكِ

آهٍ كمْ سافرتُ فيكِ

مسافةَ العروقْ

كانتْ رحلتي ليلاً

بلا حقائبْ

حين أقلعتُ يومَها

تركتُ بين يدَيْكِ جلَّ المتاعبْ

و مضيتُ

بلا طريقٍ و لا صديقٍ

و لا شِعرٍ و لا أوراقْ

وحدِي فيكِ أتخبطُ

في قدرتِي و عنادي

و احتياجي و اشتياقِي

لا أرفع رايةَ انهزامِي

حتى ضفّةِ الوصولْ

ولن أبيعَ وعودِي قطُّ

بشيءٍ مجهولْ

كيفْ

وأنا أحفظُ عن ظهرِ قلبٍ

كل نظرةٍ لمحتُها فيكِ

و كل موجةٍ ارتطمتْ

بشراع قاربِنا... فلمْ يغرَقْ

و كل سكّينٍ مزَّق أحلامَنا

ولم يُشفِقْ

صَبرنا بكل اللغاتْ

و كم انتشَلنا حياةً

من بصيصِ الحياةْ

و لم نكترثْ

واقتربنَا و ابتعدْنَا

و احتجزنَا مشاعرَنا

دون محاكمَة

أو مرافعَة

إلى أن تحرَّرتْ بسلاسِلنَا

أحلامُكِ الصغيرَة

رتَّبتُها في مِحفظتي

تكبُرْ..و تكبرْ..و تكبرْ

إلى أن فاقتْ مَدرستي

عنونتُها بأمِّ الكلماتْ...

أحبَبتُك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة المدونات الإلكترونية