دُرّه



دُرّه
كانت يوما ما طفله
تلعب بِظفيرتها
وتسابقُ الطيورْ
تسقي من البئر
وتمتطي ظهر المُهرْ
تُسحِرُ العيونْ
وتهوى حكاياتِ الليل المجنونْ
دُرّه
من يوم رحيلِ حَبيبها
ذات مره
لم تعُدْ دُرة
من كان يغمض عينيها بشريط
ثم يختفي وراء الجرّه
من يحملُ دره
بعد اليوم
ومن يداعب أذنيْها
بسنابل القمح الأشقرْ
فقدتْ عيدَها
يوم هَوتْ من السماء
نقمةٌ سوداءْ
حصدتْ قلبَها الأولْ
في يوم نحسٍ
فيه دموعٌ كثيره
على ما تتذكرْ
وحين حَمَلها أبوها
بعيدا عن الدخان
تتذكرْ
وحين رأتْ رفيقَ اللعبِ
أشلاءً
ودميتها البريئه
فقدتْ أطرافها
وتلطّختْ بالدماء
تتحسّرْ
صمتٌ رهيبْ
وأفكارٌ تتطايرْ
وضاع القبرُ
بين الأوحالْ
ورائحةٌ من الماضي كريهه
وأشباحٌ تتجلى من البئرِ
وسيلٌ من الأيامْ
وربطةُ عُنُقِ أبي الحمراءْ
هناكَ
من الشمس
أصبحتْ سوداءْ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة المدونات الإلكترونية