لا أراكِ.. فكيف أنا أهواكِ


 ثبّتي مكان عُيوني أملاً

أُحيي به بَصري

فلقد بِعتُهما ليلاً

لأُلغي بهما قَسمي

و أرتمي في حُضن الليلِ

أشكو إليه أرَقي

تركتُ لكِ رسالةً

كتبتُها بمدادِ ألمي

لعلّها تصيرُ شعراً

يرقى به أدبي

منذ أن اختفيتِ

لم أعدْ أُطيقُ كُتبي

و دواوينَ أهديتها لكِ

في صِغري

نَظَمتُها تحت ضوء النُّجومِ

و أنتِ تطلّينَ

من قَمري

و تسحبينَ أوراقي

إلى الخلودِ

فتزهو حينها جُملي

كلَّما كتبتُ سطراً

سالتْ أسطُرٌ مِن قلمي

لم أعدْ أطيقُ وَتري

و ناياً صنعتُه من جسدي

ألقيتُه في بحرٍ

فسارتْ به أصداءُ طَربي

لا أراكِ.. فكيف أنا أهواكِ

و ماذا أصنعُ بعيوني يا تُرى

دون رُؤاكِ

لم أعد أرسمُ

أو ألحّنُ أبياتي

وقفتْ ساعتي

و تناثرتْ أفكاري

و أصبحتُ كالمجنون

أتأمّلُ لوَحاتي

تلعبينَ فيها دورَ البطولةِ

و ألعبُ أنا دورَ المتأملِ الولهانِ

شابتْ عَصافيري

و انزوتْ في ركنٍ

تقلدُ سَكناتي

و أهملَتْ شَرائطي

و انشغلتْ بأتراحي

و كأنها تحنُّ لضفائِركِ

حين كانت تُداعبُ ألحاني

لا أراكِ.. فكيف أنا أهواكِ

بحثتُ عنكِ في زمني

و في كل شبرٍ

حطّتْ عليه قدَمي

بحثتُ عنكِ في دمي

و حُلمي

و حقائبِ أسفاري

حتى صِرتُ كالمبعوثِ

ملأتِ الدّنيا أخباري

سألتُ عنك الطيورَ التي

كانت تُؤنسُنا

و أنا أُلقي إليك أشعاري

اقتفيتُ أثرَ أرجُلِكِ على الرمالِ

لعلّها تفكُّ أسراري

لم أراكِ.. فكيف أنا أهواكِ

و ماذا أصنعُ بعيوني يا تُرى

دون رُؤاكِ

أقسمتُ أن لا أَرضى

بهجرٍ من صِفاكِ

و ألّا أرى بعد اليومِ

سوى ظلاماً

 ينيرُ بضياكِ

أما و قد ماتتْ السنينْ

الآن تعودينْ ?!

إني فقدتُ نظري

يا ليتَ ذكراكِ

يعودُ بها قدري

فأمنعُ رموشي

أنْ تزورَ جَفَني

حين تلقاكِ

و آبى أن أبيعَ عُيوني

بعد أن بِيعتْ بجفاكِ

لا أراكِ.. فكيف أنا ياترى

أهواكِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة المدونات الإلكترونية