بيني و
بينكِ أشواطٌ من الزمنْ
أقيسها
أنا بالثواني
و تقيسينها
أنتِ بالعقودْ
منذ أن
فارقتُ شوارعكِ
و بهجةَ
الليل وقتَ السّحورْ
و الناسُ
جماعاتٍ
يقتسمون
الخبزَ عند الفطورْ
أحسُّ بنبضِكِ
يدقُّ في داخلي
يقتحمُ
ظلمةَ المجهولْ
يُحاكي
نبضَ أشجارَكِ المورقة
و هي تنحني
بثِمارها
تأبى أن
تزولْ
أتذكرُ
أشجارَ النخيلِ و أشجارَ الزيتونْ
و قِممَ
الجبالِ و أوراقَ الليمونْ
أتذكّرُ
صيدَ الطيور و ألعابَ الجنونْ
أتذكر الحديدةَ
و الطينْ
و أعلامَ
فلسطينْ
أتذكر أن
الوقت كان طويلاً
و الّلهوَ
كان جميلاً
باسمه يبدأ
اليومُ و به ينتهي
و بينهما
لهوٌ لا ينقضي
بيني و
بينكِ أشواطٌ من الوهنْ
حُكم عليها
أن تُدوَّنَ في صفحاتِ الزّمنْ
بسمةٌ تعانقُ
الأملْ
و ألمٌ
يطير مع الحُلمْ
يطول له
الأجَلْ
حتى يصيرَ كالعسلْ
نقتسمهُ
حَلوى
من فمٍ
إلى فمْ
أتذكر الحروبَ
بين الدروبْ
و عتقَ
الأسرى عندَ الغروبْ
و قطراتِ
المطرْ
حين تنبعثُ
من صوتِها
حياةُ الحبورْ
و بهجةُ
الصدور
و فرحةٌ
باللقاء
كفرحةٍ
بالعبورْ
بيني و
بينكِ حبلُ الوريدْ
و روح تتنفس
عشقاً فريدْ
و آلاف
الحكاياتْ
و مقاهي
و شوارعَ
و بناياتْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق