الجمعة، 25 مايو 2018

نووي أمريكا أم نووي إيران


لقد بات الحديث الدولي في الآونة الأخيرة منصباً كثيراً حول النووي، من نووي إيران، إلى نووي كوريا الشمالية، ولا أحد يملك النية أو الجرأة للحديث عن نووي أمريكا وقبلها إسرائيل، رغم أن الدولتين تصرحان علانية أمام الملأ ووسائل الإعلام بامتلاك ترسانة نووية عتيدة، وكأن نووي إيران وكوريا الشمالية ليس هو نووي أمريكا وإسرائيل.
إن الخليج برمته يركز على أسلحة إيران ويبدي رفضاً قاطعاً لسعي هذه الأخيرة تأسيس قاعدة نووية خاصة، بل ويبذل طاقة كبيرة وينفق أموالاً طائلة في سبيل ذلك، بيْد أن إسرائيل التي تتموقع في قلب العالم العربي تمتلك المئات من الصواريخ القابلة لحمل رؤوس نووية، ورغم ذلك لا يُبدي العالم العربي أيّ اعتراض على ذلك، وهو الذي دُكَّت أراضيه دكاً في لبنان وفلسطين بالطائرات العسكرية الاسرائيلة في حين أن إيران لم تفعل ذلك، وأبادت حليفتها أمريكا  من قبل الآلاف من العراقيين الأبرياء وجوعت الملايين من الأطفال منهم، في حين أن إيران لم تفعل ذلك، فالأجدر بنا أن نضع الخطر الأمريكي والإسرائيلي في الحسبان، وترمب ليس موضع الثقة، ولا مصدر الأمان، حتى نتتبع سياساته الماكرة، فقد يحرق الخليج والعالم العربي عن آخره لو مست شعرة واحدة من إسرائيل، ولنا في هيروشيما خير عبرة، ولا أظن أن إيران مستعدة للدفاع عن تل أبيب في حال تعرضها لهجوم عربي، إنما أمريكا حتماً ستُبدي ردَّ فعل، وستضرب كل العلاقات والاتفاقيات الموقعة مع الجانب العربي عرض الحائط.
إن إيران لها سياساتها العدائية في المنطقة، هذا لا ينكره متتبعٌ للشأن السوري واليمني والعربي بشكل عام، لكن المنطق يُحتّم علينا أن نتقيَ على الأقل شرّ القادر على المقدور عليه، وألا ننساق وراء سياسات غبية ستجر علينا الويلات بما لا شك فيه، وإنْ كانت إيران قد تمكنت من مد نفوذها في الأراضي العربية فهذا من تخاذلنا، وفشلنا في تحديد العدو الحقيقي، وجعْل مصيرنا بيد من يتلاعبون بمصائر الأمم ويضحكون عليها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة المدونات الإلكترونية