الجمعة، 11 مايو 2018

هل_الله_موجودٌ_في_الكنيسة؟


طريق أمامي تمتدُّ على طول النظر، أخطو نحو آخرها الذي لم أبلغه بعد، أنا فوق جسر، الجسرُ فوق نهرٍ عظيم يغلي بالأمواج، الشمس من وراءِ الغيوم تهذي، تراقب دمعتي متى ستعلن هُطولها حتى تَحبس الأمطار، في كل خطوة أقلّب شريطَ الحياة المارِّ على سكة المغادرة، فينقبضُ قلبي كما تَنقبضُ مكابحُ السيارات المتسابقة لتنجوا من زحمة الجسر، وجهي إلى الأرض ورأسي إلى السماء، وعينايَ لا ترى سوى ذكريات المكان، لا سيجارة في جيبي فقد استنفذتُ كل العُلب واقفا منذ أن كانتِ الشمس تُداعب لونَ الفجر، تركتُ حقائبي في مكان ما، مع أنني أحسُّ بثقلها وكأنّني أجرّها جرّا بيدي، ماذا تحملُ هذه الحقائب؟ ولماذا تُلازمني وقد تخلّصتُ منها منذ البارحة؟ في آخر الجسر بدتْ لي كنيسة، منتصبةً هادئةً هدوءا مُطبقاً لا يُسمع في الضوضاء أنينُها وكأنَّ الأرواح الطاهرة هجرتْها، دخلتُها دونما شعور، أريد أن ألقَى في وجهي روحاً مكتملة تُلقي أو لا تُلقي عليّ السلام، مَشيتُ نحو الباب وكأنّي لستُ أنا، هذا أوّل لقاءٍ لي بهذا المَنفى، ولجتُ بحذر، رأيت هنا وهناك جمالاً وضّاحاً ونقوش فنان استوقفتني، ثم سرعان ما دفعني بقوة حبُّ اللقاء، دخلتُ بثقة، دعوتُ الله رافعاً يدي إلى السماء، هل الله موجودٌ في الكنيسة، أجابَني صمتٌ من داخلي، اللهُ موجودٌ في كل مكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة المدونات الإلكترونية